الثلاثاء، 10 مارس 2009

أكثر من( 100) الف شاركوا في إحياء المولد النبوي بصعدة تلبية لدعوة من السيد/ عبدالملك الحوثي


اليمن – صعدة:
9/3/2009

من منطلق القيام بالواجب الديني والشعور بالمسئولية أمام الله سبحانه وتعالى تجاه ما يتعرض له الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هجمة إعلامية شرسة ومنظمة من قبل أعداء الإسلام ونبيه الأمريكيين والإسرائيليين تهدف إلى التشهير به والإساءة إلى دين الإسلام وإلى المسلمين بشكل عام.
من هذا المنطلق دعى السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي أبناء الأمة الإسلاميةإلى المشاركة والاهتمام بالحضور أكثر من أي وقت مضى للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة (ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله) خصوصا في ظل ما تعيشه وتشهده الأمة الإسلامية وتلبية لتلك الدعوة توافد عشرات الآلاف من الجماهير المؤمنة من شتى مناطق (محافظة صعدة وصنعاء والجوف وعمران وحجة ومناطق أخرى) وبشكل لم تشهد له (محافظة صعدة) مثيلا على امتداد تاريخها المعاصر، بالرغم من العوائق التي مارستها السلطة ضد الوفود القادمة من كافة المناطق بهدف المنع من المشاركة والاحتفال بهذه المناسبة.
ففي مديرية ساقين تم إطلاق النار من المواقع العسكرية المطلة على الخط العام باتجاه القادمين من (مديريتي حيدان وساقين) في تصرف لا يسيء إلى أبناء صعدة فقط بل إن ذلك التصرف يكشف عن موقف عدائي من قبل السلطة تجاه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله.
وفي (منطقة الركوة) الواقعة على خط (منطقة رغافة) نصبت مجموعة موالية للسلطة كمينا استهدف الوفود القادمة من تلك الجهات وكذلك الحال بالنسبة (لمدينة ضحيان) حيث تم رصد شاص وهايلوكس غمارتين وباص على متنها عدد من المسلحين انطلقت من داخل مبنى الأمن السياسي بصعدة باتجاه (مدينة ضحيان) بهدف الإرباك وتنفيذ المهمات التي من شأنها إعاقة الوفود المشاركة من الحضور، وتم احتواء الموقف والسيطرة على الوضع. كما حصلت الكثير من المضايقات التي مارستها السلطة في مناطق مختلفة إلاّ أن ذلك كله لم يثني المؤمنين من الاحتفال بذكرى مولد نبيهم محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وبعد وصول الوفود إلى الساحة المعدة للاحتفال ألقى السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي كلمة الاحتفال بالمناسبة متحدثا في بداية كلمته عن المواصفات والأخلاق التي كان يتمتع بها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ويتحرك بها ويربي أمته على أساسها.
مذكراً بالعواقب السيئة التي وصلت إليها الأمة بسبب بعدها عن الله ورسوله ورسالته العظيمة واصفاً الحالة التي تعيشها الأمة الإسلامية بأنها (توحي بحالة عذاب من الله بسبب ذلك الابتعاد والارتباط بالبدائل التي جعلوها بدلا عن الله ورسوله) منتقدا واقع الشعوب العربية تجاه ذلك وارتباطها بحفنة من الزعماء الجهلة الذين يريدون فرض ولاية وطاعة اليهود والنصارى بدلا عن ولاية الله ورسوله.
وأضاف أنه وعلى أساس العلاقة والطاعة لله ورسوله كان تحركنا في هذه المسيرة المباركة فنحن قبل أن نكون تحت أي عنوان آخر أمة محمد لا أمة بوش أو أوباما أو علي عبد الله صالح، وأننا لن نقبل أبدا أن يستعبدنا أحد أو يبعدنا عن القرآن وعن الرسول والإسلام لو فعل ما فعل وحصل ما حصل ، وإذا كان هناك من نخافه فليس سوى الله سبحانه وتعالى وإذا كان لنا أن نرغب إلى أحد فرغبتنا بالتأكيد إلى الله الجبار العظيم مؤكدا أن ذلك هو الشيء الطبيعي.
وعلى صعيد ما تشهده الساحة المحلية والإقليمية من الحشود والأساطيل الأمريكية والأجنبية المتمركزة في البحر الأحمر وخليج عدن أكد أن كل تلك الحشود والأساطيل لا تخيفنا أبدا ونحن مستعدون للمواجهة مع أي أحد في الداخل والخارج.
وأضاف أن تلك الحشود والأساطيل تمثل عارا على السلطة متسائلا : أين السلطة وطائراتها وجيوشها وأين الوطنية والشعارات الوطنية من كل ما يحدث في البحر الأحمر وخليج عدن منتقدا بذلك الموقف الرسمي للسلطة والذي وصفه بأنه موقف مخزٍ يدل على أنها لا تتبنى أي موقف لأجل شعبها ودينها وأمتها.
وعلى صعيد التطورات الحالية للصراع ما بيننا وبين السلطة تحدث قائلا: في صراعنا هذا نؤكد أن صراعنا كان على الحق والقرآن ومنسجما مع القرآن وتعاليمه وخضنا من أجل ذلك خمسة حروب وقدمنا التضحيات والشهداء.
كما تحدث عن إرسال السلطة تهديدات متكررة واستعدادات جارية لشن حرب سادسة وفي مقابل تلك التهديدات قال: (لن يخيفنا أي شيء من قبل أي معتد طاغ ظالم متجبر)، محذرا السلطة من شن أي حرب جديدة بقوله: (كما حذرت في العام الماضي من شن أي حرب جديدة وقلنا لهم أنهم إن شنوا حربا جديدة فإن مصيرهم الفشل والهزيمة، أقول لهم هذه المرة إذا قمتم بأي عدوان جديد فإن خسارتكم هذه المرة وهزيمتكم أكبر مما حصل في الماضي بكثير بكثير). وقال: (ليس لديهم أي مبرر لشن أي حرب جديدة وإنما فقط إرضاء للأمريكيين) مؤكدا على أن نصيب المجاهدين سيكون النصر والغلبة ، وقال: (ما قلناه من أن نصيبنا النصر والغلبة هو من منطلق الثقة بالله ووعده الصادق إذ أننا لا نتحرك ظلماً ولا تعدياً ولا تجبراً، وولاؤنا لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله بينما ولاؤهم لأمريكا).
كما كشف عن خطة جديدة للسلطة في إطار حربها ضد أبناء صعدة وغيرها من المناطق بقوله: (في الآونة الأخيرة عمدت السلطة إلى تجنيد مجندين من خولان ورازح وجماعة وسحار ليتم الزج بهم في مواجهة إخوانهم) وأكد أن الهدف من ذلك هو من أجل إيجاد جروحا داخلية داخل المجتمع في تلك المناطق في عملية انتقامية تريدها السلطة ضد أبناء صعدة لخلق ثأراً وقتلاً داخلياً.
ووجه نصيحته إلى أولئك المجندين بقوله: (أوجه نصحي وإخلاصي لهم لا تخدعكم السلطة، لا تشتري السلطة منكم مواقفكم وأنفسكم بالمال الرخيص والزهيد فلن تحققوا للسلطة شيئا فالمعسكرات لن تحقق شيئا لأن من يحارب الله ورسول لن يُنتصر وسيكون مصيره الفشل) مذكراً لهم بأنهم إذا كانوا قد فقدوا دينهم فإن عليهم أن لا يفقدوا عامل القبيلة والأخوة، متمنيا أن يتقبلوا نصحه إذ أن السلطة تخطط لأن يكونوا هم أول من يدفع بهم ويزج بهم في هذه المعركة الخاسرة.
وتحدث في كلمته عن الخروقات والانتهاكات التي أقدمت عليها السلطة في فترة الهدنة من الحرب الخامسة إلى اليوم، والتي تمثلت في إثارة المشاكل القبلية وعمليات القتل والاغتيالات والخروقات الأخرى وأن عدد الشهداء الذين سقطوا أثناء هذه الفترة بلغ خمسة وثمانين شهيدا قتلتهم السلطة بطريقة الغدر والاغتيال، وأضاف أن السلطة لم تفرج إلى الآن عن السجناء وأنها تركت إعمار صعدة وذهبت لتشتري أسلحة لحرب صعدة، وقال: (أن السلطة كلما استمرت في تعديها وظلمها فإنها تسبب لأن يكون سخط الله أقرب إليها).
كما جدد تأكيده على أننا كأمة لها هذا الارتباط بالنبي والقرآن، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون إيماننا قائماً على أساس التمسك والإتباع للرسول وتعاليم الإسلام، وقال: (أثناء العدوان على غزة وإذا بزعيم عربي يقول تجاه إسرائيل نحن لسنا مع الحرب ولا نريد الحرب) متسائلا لماذا لا يقول هذا تجاه شعبه وأبناء أمته.

وفي ختام كلمته شكر المؤمنين على حضور وإحياء هذه المناسبة العظيمة.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

المكتب الإعلامي
للسيد/عبد الملك الحوثي
13/ ربيع الأول / 1430هـ