الأحد، 22 فبراير 2009

في حلقة نقاشية بعنوان "قضية صعده كأحد مظاهر الأزمة الوطنية"


حسن زيد: حرب صعدة افرزت انعكاسات سلبية وتهدد الوحدة الوطنية
والفقيه يقول: ان الشعب اليمني مهدد بالموت جوعاً


عقدت اللجنة العلياء للتشاور الوطني ضمن فعالياتها الأسبوعية المتعلقة بمظاهر الأزمة الوطنية حلقة نقاشية ثانية يوم الأحد بمقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء.وفي الحلقة التي حضرتها قيادة المشترك وممثلي أحزاب ومنظمات مجتمع مدني إلى رجال الصحافة والإعلام ,ومشائخ واعيان من محافظة صعدة , قدم عضو اللقاء المشترك أمين حزب الحق حسن محمد زيد ورقة عمل الحلقة استعرض فيها جهود أحزاب اللقاء المشترك منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب وذلك من خلال دعوته الواضحة لإيقاف الحرب الوصول إلى حل شامل لقضية صعدة بطرق سلمية بعيدا عن الحروب التي خلفت دمارا كبيرا للممتلكات والأرواح وطالت الأبرياء من الجانبين المدني والعسكري.وقال إن اللقاء المشترك اصدر بيانه الأول في الثامن والعشرين من يونيو للعام 2004حدد منطلقات ومرجعيات جهوده ومواقفه في التعاطي من الحرب والمتمثلة بالتمسك بالدستور في تنظيم العلاقة بين المواطنين والدولة ورفض وادنة استخدام القوة والعنف في حل القضايا الفكرية والسياسية الداخلية بالإضافة إلى إدانته توظيف القضايا الأمنية الوطني في الخلافات والمناكفات السياسية إلى جانب جانب دعوته السلطة التشريعية إلى القيام بواجبها الدستوري والتحقق فيما يجري في صعده وعلان ما يتم التوصل إليه للرأي العام حتى يمكنه تحديد الموقف المناسبة من هذه الحرب .وابرز زيد الانعكاسات السلبية التي أفرزتها الحرب على كل المستويات كالنعرات العنصرية والعرقية والطائفية الكريهة التي بثتها, وتعرض التماسك الاجتماعي والثقافي للخطر جراء استمرار الحرب يهدد الوحدة الوطنية ويزيد من تفتيتها , ناهيك عن فتح الحرب أبواب التدخل الإقليمي والدولي في الشئون الداخلية والوطنية و بطلب ورضى السلطة إلى عدد من النتائج الخطيرة على الصعيد الأمني والسياسي والاجتماعي والثقافي , منها وقوع عدد كبير القتلى والجرحى ونزوح 80 ألف مواطن ظلوا لفترة طويلة دون مأوي أو مساعدة. ووجود 200 ألف طالب وطالبة توقفوا عن التعليم خلال سنوات الحرب..وأكد أن الحروب الداخلية ويلات تطال الجميع ومآسي تطال الكل لا منتصر فيها ولا مهزوم , وإنها صارت نهجا استمرأته السلطة وصارت تخرج المحافظات والمناطق والناس من جسد الوطن ووحدته الى اوضاع من التفتيت وعدم الانسجام.وأوضح زيد أن اللقاء المشترك تمسك منذ الحرب الأولى بضرورات المعالجات الشاملة للحرب في صعدة في إطار وطني , وأنه ينظر للحروب المتكررة باعتبارها انعكاسا للمشكلة البنيوية الخطيرة المتمثلة بغياب النظام المؤسسي القادر على التعاطي مع التحديات السياسية والثقافية .وقال أنه لا يمكن النظر إلى حل لهذه المشكلة من دون قيام الدولة الوطنية وبناء الشراكة على أسس عادلة, وعلى قاعدة المواطنة المتساوية , والتمسك بالقواعد المنظمة للحياة الديمقراطية وما كفله الدستور من الحقوق والحريات العامة والخاصة وحرية الفكر.وتساءل هل هذه هي الحروب الداخلية ويلات وماسي تطال الجميع لا منتصر فيها ولا مهزوم ,حتى أصبحت الحرب تنتهي على إيقاع الخارج وتبدءا من مطالب الخارج وحتى الوساطة القطرية التي بدأت مساعي حميدة انتهت إلى عداوة يمنية قطرية ولأسباب حتى الآن غير معروفة.وكان الشيخ حميد الأحمر رئيس مجلس التشاور الوطني رئيس الحلقة النقاشية قد أكد على أن قضية صعدة تشكل جزء مؤلم من الأزمة الوطنية التي دعا المشترك كافة أبناء اليمن لتحمل مسئوليتهم تجاهها والعمل الجاد للخروج من مأزقها .ونوه بالقول ان صعدة كانت مصدر خير لأبناء اليمن واليوم تضيق بأبناءها , متمنيا من الله أن يتم تجاوز هذه الأزمة وآثارها , وإيقاف الصراعات. .وأشار الأحمر إلى أن فعاليات لجنة التشاور الوطني ستستمر كل يوم أحد من كل اسبوع وأن الفعالية القادمة ستكون حول القضية الجنوبية.وشكر في بداية حديثة كل الحاضرين من قيادات سياسة وفكرية واكاديمية ومشائخ واعيان وكل من حضر الحلقة النقاشية ولبى الدعوة للعمل معنا من اجل الخروج بحلول وروى لما فيها منفعة الصالح العام.


من جانبه عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ان الشعب اليمني مهدد بالموت جوعا وفي ضروف كهذه يصبح ترفا ان نختلف حول بعض القضايا ,وكما نعرف ان هناك بعض السياسيين يهمهم سوى ترتيب مستقبل أولاده وأحفاده. وقال انه رغم كل الأزمات الا ان أمامي شخصيات وطنية واللقاء المشترك يعتبر جبهة وطنية لكل الوطنيين اللذين يرفعون شعار اليمن أولا وثانيا وثالثا, انه من اجل هذا البلد ضحى اليمنيين, مضيفا ان وحدتنا الوطنية ووحدة الجغرافيا ومنها أزمة صعده. وطالب علي حسن سيف رئيس التنمية السياسية الحوثيين والرأي العام تعريف من هم الحوثيين ومدى التزامهم بالديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية , إلى جانب إيمانهم بالنضال السلمي كوسيلة لنيل المطالب واقتناعهم بالديمقراطية.
من جانبه أبدى محمد غالب احمد القيادي الاشتراكي تعاطفه مع أهالي صعده من المدنيين والعسكريين لما حدث في صعده من تدمير شامل للقرى والمنازل المأهولة بالسكان وللمزارع المثقلة بالثمار.وكشف غالب عن ما وصفه بالمكابرة من طرفي الصراع لما حدث في صعده ,محملا السلطة المسؤولية الكاملة إزاء ذلك.
وقال محمد المقالح عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ان سبب حرب صعده هو الاضطهاد التاريخي لأتباع المذهب الزيدي إلى جانب إلغاء التعددية المذهبية والفكرية التي تعتبر ركيزة أساسية ومهمة لإيجاد التعددية السياسية وصولاً إلى تحقيق الديمقراطية الشاملة. وحمل السلطة مسؤولية حروب صعده الخمس قائلا " ان الذي استخدم السلاح هو من قام بالحرب ونحن سمعنا أصوات الطيران والمدافع والدبابات تضرب جبال مران بصعده قبل ان نسمع عن أي تمرد حوثي- كما يصفون-مستبعدا ان يكون للجيش أو وزارة الدفاع دور في ذلك. واختتم ان الوسائل والحلول للخروج من هذه الأزمة تتمثل في إعادة الحياة السياسية إلى مكانها الطبيعي حتى تعبر كل الأطراف عن نفسها من خلال التعددية السياسية والمذهبية والفكرية. وقد ألقيت في الحلقة النقاشية عدد كبير من المداخلات لعدد من الكتاب والمثقفين وقادة الرأي والسياسة .